أحمد مراد (القاهرة)
شكلت قضية اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، «فضيحة مدوية» لسقطات وأكاذيب الإعلام القطري، المقروء والمسموع والمرئي، حيث تعمدت تجاوز أبسط القواعد والأعراف المهنية، وأصبح مجرد «بوق» مغرض لا يهمه سوى إطلاق الإشاعات والافتراءات، ونشر التقارير المفبركة والأخبار المضروبة للنيل من سمعة المملكة العربية السعودية.
وفي التقرير التالي، ترصد «الاتحاد» أبرز السقطات المهنية التي وقع فيها الإعلام القطري خلال تناوله قضية خاشقجي:
جنازة دون جثمان
في سقطة مهنية مدوية، خرج مراسل قناة الجزيرة، جمال الشيال، ليزعم في الثامن من أكتوبر الماضي، أن جنازة الصحفي السعودي المختفي سوف تعلن خلال يومين، مؤكداً أن الشرطة التركية ستعلن عما لديها من أدلة تكشف تفاصيل مقتل خاشفجي في اليوم التالي (التاسع من أكتوبر). وكان مراسل قناة الجزيرة القطرية قد ادعى أن الشرطة التركية حددت 3 مناطق من المحتمل أن يكون فيها جثمان خاشقجي، ثم واصل أكاذيبه وافتراءاته قائلاً: «هناك شخص كان في القنصلية السعودية بإسطنبول عند دخول خاشقجي، روى أنه سمع صراخاً واستغاثات»، وفي تناقض فاضح لما زعمه الشيال، كانت الجزيرة قد أكدت في تقرير سابق أن القنصلية السعودية كانت خالية من المراجعين قبيل دخول خاشقجي.
تفتيش القنصلية
وفي تقرير آخر بثته قناة الجزيرة لمراسلها، جمال الشيال، زعم أن السلطات السعودية رفضت تفتيش القنصلية، وهو الأمر الذي نفته السلطات التركية التي أعلنت أن السلطات السعودية سمحت لها بدخول القنصلية، وفي الوقت نفسه، نقلت كافة وكالات، ووسائل الإعلام العربية والعالمية تصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد فيها أن السعودية لا تمانع في تفتيش القنصلية من قبل المحققين الأتراك.
العثور على الجثة
سقطة مهنية أخرى وقعت فيه العديد من وسائل الإعلام القطرية، منها شبكة قنوات الجزيرة، والصحف القطرية ، فضلاً عن لجان إلكترونية وحسابات وهمية تتبنى أجندة قطر المغرضة، حيث نشرت هذه المنصات الإعلامية خبراً مغرضاً بنفس الصياغة، وفي نفس التوقيت يفيد بالعثور على جثة خاشقجي في إحدى المناطق بإسطنبول.
وفي نفس التوقيت، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات إعلامية شكلت صدمة مدوية للمنصات الإعلامية القطرية، حيث أكد أن هناك مؤشرات إيجابية في قضية خاشقجي، وهي التصريحات التي أجبرت وسائل الإعلام القطرية إلى حذف الخبر المفبرك.
معلومات مفبركة
وفي إطار مسلسل الأكاذيب والافتراءات التي روجها الإعلام القطري، بخصوص قضية خاشفجي، حرصت الصحف والمواقع القطرية، والقنوات الفضائية الإخوانية الممولة من قطر وتبث من تركيا، على فرد مساحات كبيرة لنقل تصريحات مغرضة أدلى بها مدير تلفزيون تركيا الناطق بالعربية، توران قشلاقجي، صاحب الميول الإخوانية، وفيها زعم أن لديه معلومات مؤكدة عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بوحشية، زاعماً أن خبر مقتل جمال خاشقجي صحيح، والخبر الثاني هو أنه قُتل بوحشية كبيرة.
وفي نفس التوقيت الذي روج فيه الإعلام القطري لتصريحات قشلاقجي المغرضة، خرج مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، لينفي كل ما يردده الإعلام القطري حول مقتل خاشقجي، ويثبت زيف وتدليس تقارير وأخبار الجزيرة وأخواتها، مؤكداً أن أي تصريحات رسمية حول تفاصيل قضية خاشقجي لم تصدر بعد، مشيداً بتعاون السلطات السعودية في التحقيقات التي تجريها أنقرة بخصوص هذه القضية.
رواية متناقضة
وفي تناقض فج، زعمت الجزيرة في أحد تقاريرها أن القنصلية السعودية في إسطنبول منحت الحراسة التركية إجازة يوم اختفاء جمال خاشقجي، وفي الوقت نفسه، نقلت رواية متناقضة تماما على لسان ما أسمتها خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، والتي أوضحت فيها أنها بعد انتظارها لخطيبها في زاوية قريبة من القنصلية، توجهت للأمن التركي الذي يحرس القنصلية السعودية في إسطنبول، وقد أبلغوها أنه لا يوجد أحد بداخل القنصلية.
الكاميرات لا تكذب
وقبل نشر الروايات المغرضة حول مقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية، روجت وسائل الإعلام القطرية لأكذوبة احتجاز الصحفي السعودي داخل القنصلية، وزعم بعض الإعلاميين التابعين لشبكة قنوات الجزيرة أنه تم نقله للسعودية، وبات نزيلاً لأحد السجون في العاصمة السعودية الرياض، علماً بأن مراسل الجزيرة في إسطنبول أكد في أحد التقارير التي أذاعتها القناة القطرية أن الشرطة التركية تَحققت من تسجيلات الكاميرا الخاصة بالقنصلية السعودية، والتي أظهرت أن خاشقجي غادر القنصلية بعد 20 دقيقة من دخوله إليها.
سقطة ساذجة
وفي أكثر الأكاذيب والسقطات المهنية سذاجة، تعمدت مختلف وسائل الإعلام القطرية، قنوات وصحفاً ومواقع على نشر صور لطائرتين سعوديتين من داخل مطار أتاتورك وصلتا قبل اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وزعمت أن الطائرتين كانتا تحملان قوات سعودية، وهي التي قامت باختطاف الصحفي السعودي، ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى تبين زيف هذه الرواية الساذجة، حيث تبين أن صور الطائرتين سبق أن تم نشرها قبل ذلك، حيث نشرها صحفيون أتراك في مواقع ووكالات عالمية، قبل إعادة استخدامها مرة أخرى في قضية خاشقجي، وفيما يتعلق بصور الأشخاص تبين أنها لسياح سعوديين عاديين كانوا في زيارة لتركيا وعائدين إلى الرياض عبر مطار أتاتورك في اسطنبول.
على طريقة جيمس بوند
وفي رواية ساذجة أخرى، زعمت وسائل الإعلام القطرية أن خلية سعودية تضم 15 شخصاً جاءت إلى اسطنبول عبر طائرة خاصة بهدف تصفية الصحفي السعودي، مع العلم أن السلطات التركية نفت هذه الرواية المزعومة، وأكدت بشكل رسمي أنها قامت بتفتيش الطائرة، ولم تعثر على أي شيء يؤكد صحة رواية الإعلام القطرية، وقد سحمت لها بعد ذلك بالإقلاع.
أكاذيب حول الأسرة
ولم تتوقف أكاذيب وافتراءات الإعلام القطري عند هذا الحد، حيث إنها تشعبت وامتدت لتطول أسرة جمال خاشقجي، حيث زعمت العديد من وسائل الإعلام القطري أن أسرة خاشفجي ممنوعة من السفر من قبل السلطات السعودية، وهو الأمر الذي نفته أسرة خاشقجي، وأعربت عن ثقتها بمساعي الحكومة السعودية والإجراءات والجهود المبذولة في القضية، واستنكرت محاولات الإعلام القطري لاستغلال الصحفي السعودي المختفي لشن أكاذيب وافتراءات ضد المملكة العربية السعودية.
الخطيبة المزعومة
منذ الساعات الأولى من الإعلان عن اختفاء جمال خاشقجي، اعتمدت مختلف وسائل الإعلام القطري على الخطيبة المزعومة للصحفي السعودي، خديجة جنكيز، واعتبرتها مصدراً مهماً للأخبار والتقارير حول القضية، وفي ضربة قوية لسقطات وأكاذيب الإعلام القطري، خرجت أسرة خاشقجي لتتبرأ من الخطيبة المزعومة، حيث أكدت أن خديجة التي ادعت أنها خطيبته، لم نعرفها، ولا يعرفها أحد من أفراد الأسرة كذلك، بل قد تكون مسيسة لأجندة خارجية لا نعلم عنها.